دبلوماسية الرسول صلى الله عليه وسلم

إخواني وأخواتي أعضاء منتدى alss الكرامتحية طيبة وبعد ،،
مقدمة :
إذا كانت الدبلوماسية هي استعمال الذكاء والكياسة في إدارة العلاقات الرسمية بين حكومات الدول فقد كان لرسول الله محمد صلى الله علية وسلم ، القدح المعلى في ذلك ، بل لاتجوز المقارنة بينة وبين غيرة إلا على سبيل ضرب المثل .وذلك لأنة أوتي من الخصال مالم يؤت أحد من العالمين فهو أفصح الناس : أوتي جوامع الكلم ، واختصر له الكلام اختصاراً ، وأدبة ربة فأحسن تأديبة ، ووصف خلقة بالعظيم ، وعلمة الله الكتاب والحكمة ، وإجمالاً ما الظن بإنسان تولاه الله وعلمة وسدده
وفيما يلي قطرة من بحره صلى الله علية وسلم في هذاء الشأن ،،
وهو ماجرى في صلح الحديبية .

- الصورة العامة قبل صلح الحديبية :

في العام الخامس للهجرة أي قبل صلح الحديبية بعام دوهمت المدينة من قبل أعداء الإسلام من قريش وأحزابها ومن اليهود وحلفائهم ، وفي غزوة الاحزاب قرر الرسولصلى الله علية وسلم ، أن قريشاً لن تغزو المدينة بعد هذا أبدًا ، فأصبحت الدولة الإسلامية بعد ذلك دولة مرهوبة الجانب عند جميع العرب ، ولكن الرسول صلى الله علية وسلم فكر في خطوة أخرى يخطوها في سبيل الدعوة وفي سبيل تقوية الدولة الإسلامية ، وإضعاف أعدائة ، وقد بلغة أن مواطأة كانت بين أهل خيبر ومكة على غزو المسلمين ،
فرسم خطة يصل بها الى موادعة مع أهل مكة ينتج عنها أن يخلى بينة وبين العرب لتسهيل نشر الدعوة في الجزيرة العربية ، وأن يعزل بها خيبر عن قريش ، ورأى أن هذه الخطة إنما هي زيارة بيت الله الحرام ملتزماً بها خطة السلم حتى يصل إلى مقصودة ، ورأى عدم محاربة العرب في الاشهر الحرم تسهل له هذه الخطة ، وكان الرسول صلى الله علية وسلم ، يعلم أن قريشاً قد تفككت وحدتها وصار يساورها الخوف من المسلمين ، وتحسب لهم ألف حساب ، فأراد أن يذهب الى البيت الحرام وإذاء منعتة قريش كان هذا المنع وسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية في السلم .

- كسب الرأي العام :
لما خشي النبي صلى الله علية وسلم من قريش أن يصدوة أو يعرضوا له بحرب ، أذن بالعمرة في شهر ذي القعدة الحرام ، وأرسل إلى القبائل العربية من غير المسلمين يدعوهم إلى الاشتراك معه في الخروج إلى بيت الله الحرام آمنين غير مقاتلين ، وكان يقصد من ذلك أن يعلم العرب أنة خرج معتمراً ولم يخرج غازياً ، وأنة أشرك العرب غير المسلمين وهم ليسوا على دينة لأنة لايريد قتالاً ، وبذلك يكسب الرأي العام معه ، فيما لو منعتة قريش من العمرة .
ولتفادي الاشتباك مع المشركين ، سلك الرسول صلى الله علية وسلم طريقاً وعرة عبر ثنية المرار ، وهي مهبط الحديبية وقال عندما وصلها (( من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ماحط عن بني إسرائيل )) فكان أول من صعدها خيل بني الخزرج ثم تتام الناس .

- تنازلات ( بمفهوم العصر ) :
كان عدد المعتمرين من المسلمين آنذاك كبيراً بمقاييس ذلك الزمان ، أكثر ممن قاتلوا في بدر نفسها ، ولذا فإن الصلح لم يكن عن ضعف وقلة فيهم ، بقدر ماكان نتيجة حكمة سياسية لم يتبينها حتى الاقربون من صحابة رسول الله الكبار ، فقريش كانت تخشى على سمعتها بين العرب ، فيما لودخل عليها النبي صلى الله علية وسلم عنوة مايدل على قدرة المسلمين آنذاك في اقتحام مكة ، ولذلك هي من سعى إلى الصلح ، ولكن رغم قوة المسلمين وسعي قريش إلا كتاب الصلح بين (( محمد بن عبدالله وسهيل بن عمرو )) مبعوث قريش وممثلها كان فية من التنازلات ( بمفهوم العصر ) ، ما أثار غضب بعض كبار الصحابة مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي عبر عن غضبة صراحة من ذلك ، أن تقوم الهدنة بين الطرفين لمدة عشرة أعوام ، وأن يرد الرسول من يأتيه من قريش مسلماً دون إذن ولية ، وليس على قريش أن تفعل المثل فيمن يأتيها من المسلمين ، ولكن الأهم من كل ذلك هو موافقة الرسول صلى الله علية وسلم على كتابة اسمه مجردًا (( محمد بن عبدالله )) بعد أن رفض سهيل بن عمر أن يكتب(( محمد رسول الله )) محتجاً بأنة لوكان من المؤمنين برسالته لما حاربه من الأساس ، وقبل ذلك رفض سهيل أن يكتب (( بسم الله الرحمن الرحيم )) فاستهل الكتاب (( باسمك اللهم )) .
أثار هذا الصلح المسلمين لدرجة أنة عندما أمرهم الرسول صلى الله علية وسلم بالنحر والحلق بعد عقد الصلح ، لم يطيعوه رغم أنه كررها ثلاثاً .
عندما قام الرسول الاعظم بالنحر والحلق بنفسه بعد نصيحة أم المؤمنين أم سلمة ، فتدافع المسلمون بعد ذلك في النحر والحلق ، وإليكم جزاءًا من رواية الإمام الطبري كما في تاريخة :
(( عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال :
دعاني رسول الله فقال : أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل : لا أعرف هذا ، ولكن أكتب باسمك اللهم فقال رسول الله : أكتب باسمك اللهم فكتبها ، ثم قال أكتب هذا ماصالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمر ، فقال سهيل بن عمرو لوشهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن أكتب اسمك واسم أبيك قال : فقال رسول الله أكتبهذا ماصالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض ، على أنه من أتى رسول اللهمن قريش بغير إذن وليه رده عليهم ، ومن جاء قريشاً ممن مع رسول الله لم ترده عليهم ، وأن بيننا عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال ، وانه من أحب ان يدخل في عقد رسول الله وعهده دخل فيه ، ومن أحب ان يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ،
فتواثبت خزاعه فقالو : نحن في عقد رسول الله وعهده وثوابت بنو بكر فقالو : نحن في عقد قريش وعهدها ، وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة ، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً ، وأن معك سلاح الراكب السيوف في القرب لا تدخلها بغير هذا .

- التصديق على المعاهده :

يقول الطبري : فلما فرغ من الكتاب أشهد على الصلح رجالاً من المسلمين ورجالاً من المشركين : أبا بكر بن أبي قحافة ، وعمر بن الخطاب ، وعبدالرحمن بن عوف ، وعبدالله بن سهيل بن عمرو ، وسعد بن أبي وقاص ، ومحمود بن مسلمة أخا بني عبد الأشهل ، وكرز بن حفص بن الأخيف وهو مشرك أخا عامر بن لؤي ، وعلي بن أبي طالب وكان هو كاتب الصحيفة .

- نسخ من المعاهدة لدى الطرفين :
جاء في السيرة الحلبية : أن اصل هذا الكتاب ( أي المعاهدة ) كتبة علي كرم الله وجه ، ونسخ مثله محمد بن مسلمة رضي الله عنه ، لسهيل بن عمرو ،
فأن سهيلاً قال : يكون هذا الكتاب عندي ، وقال رسول الله صلى الله علية وسلم بل عندي ،
فأخذه رسول الله صلى الله علية وسلم ثم كتب لسهيل نسخه أخذها عنده .

يتبع ....

- مثل رائع في الإلتزام بالعهود والمواثيق :
جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد أنفلت إلى رسول الله فلما رأى سهيل أبى جندل ( أبنه ) قام إلية فضرب وجهه وقال : يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال :صدقت
فجعل سهيل بن عمرو يجر أبنة أبو جندل ليرده إلى قريش وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوتة يامعشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني !!
فقال : رسول الله : يا أبا جندل أحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً
وإنا قد عقدنا بيننا وبين القوم عقدًا وصلحًا وأعطيناهم على ذلك عهدًا وأعطونا عهدًا وإنا لانغدر بهم ،
وهكذاء ضرب رسول الله صلى الله علية وسلم المثل الرائع في احترامه للعهود والمواثيق لا بالقول النظري بل بالتطبيق الفعلي .

- مكاسب تفاوضية هائلة :
لقد أثبتت الأيام أن نتائج مفاوضات النبي صلى الله علية وسلم ، مع قريش تدل على حكمة سياسة عالية المستوى :
* فكانت هذه أول مرة أعترفت فيها قريش بالرسول صلى الله علية وسلم ندًا لها .
* كما أن إقرارها للمسلمين بحق زيارة البيت وإقامة شعائر العمرة اعتراف بأن الإسلام دين مقرر معترف به .
* كما أن الإسلام قد أنتشر بالفعل بعد هذه الهدنة انتشاراً سريعاً .
* ومنها كذلك تمكن النبي صلى الله علية وسلم ، من أن يكتب إلى الملوك ورؤساء القبائل يبلغهم بالإسلام ويدعوهم إلى اعتناقة وهو مطمئن على سفرائه من غدر العرب .
* ومنها أيضاً أن النبي صلى الله علية وسلم ، تمكن بعد سنتين من تنظيم حملة لفتح مكة ودخولها فاتحاً بأقل الخسائر الممكنة .

صلى الله علية وسلم ،،

اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله وصحبة وسلم
جزاك الله كل خير اخي على هالنقل
القيم الله يجعله في موازين حسناتك
تقبل كل التقدير لك
احترامي

آهاات الأيام كتب:: اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله وصحبة وسلم
جزاك الله كل خير اخي على هالنقل
القيم الله يجعله في موازين حسناتك
تقبل كل التقدير لك
احترامي

يسلمو ...

على مرورك ... نورتي الموضوع والله

» قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
» فطنة وذكاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» قصص الرسول صلى الله علي وسلم
» علاقة الرسول بالأشعه الحمراء والبنفسجيه
» السيرة النبوية العطرة كاملة ويليها صور لاثار النبى صلى الله عليه وسلم